أعلان الهيدر

الرئيسية التصميم لا ينطلق من فراغ

التصميم لا ينطلق من فراغ



بسم الله الرحمن الرحيم

التصميم لا ينطلق من فراغ
بقلم

آمال الحجاج
معمارية ، أكاديمية


قد ينسب للمعماري بانه ذاتي في رؤيته للعمل التصميمي ( الحل التصميمي ) … فهو يطرح افتراضات لحل تلك المشاكل … فالحل التصميمي يكون بذلك رؤية خاصة بالمصمم أي رؤية ذاتية لا يتم اختبارها الا بعد التنفيذ والتجربة

من الادوات التي تقرب المصمم من الحل الاقرب للموضوعية ولكن مع الاحتفاظ بالجانب الذاتي (الرؤية الابداعية للمصمم ) هي مرحلة الدراسات والتي من المفترض ان تتسم بوضوحية المنهج ودقة المعطيات والتي تساعد فيما بعد على نقد وتحليل الناتج النهائي (مصداقية الناتج بالاعتماد على المعطيات) تلك الادوات تبعدنا عن الحدود القصوى (الذاتية المتناهية للمصمم من جهة او الاعتماد على حلول متداولة مختبرة سابقا _ استنساخ _ من جهة اخرى)
لذلك يعتبر التحليل الموقعي والتحليل الوظيفي محددات لاي تصميم وينطبق على أي تصميم ضمن أي فكرة …. اما التحليل الرمزي فهو ما يتعلق بالخصوصية الذاتية للمصمم وبامكانية نقل رسالة للمتلقي أي المعنى المراد عكسه في التصميم …. وقبل البدء بتحديد جوانب الدراسات العملية يجب معرفة انه
الفكرة لا تنطلق من فراغ ….. هناك محفز
جميع معطيات المشكلة التصميمية يمكن ان تكون محفزات تحفز المصمم على تحديد فكرته ….

أي انه تتداخل زمنيا عملية تحليل المعطيات التصميمية في مرحلة الدراسات العملية (الجانب الموضوعي ) في ذهن المصمم مع مرحلة تكوين الافكار ( الجانب الذاتي ) .. أي تنبع الفكرة التصميمية من خصوصيات الظرف التصميمي (كل معطيات المشكلة التصميمية)… من التقاط المفردات العميقة وبلورتها.

التفرد في العمل المعماري هنا لا ينبع من الشكل الناتج …. بل من تفرد الفكرة وبلاغة الشكل بالتعبير عن تلك الفكرة … التفرد بمعنى ان الفكرة غير مستهلكة وبنفس الوقت تلمس عمق خصوصيات المشكلة التصميمية بشمولية … ويمكن بنظرة عامة تقسيم العملية التصميمية كمنهجية الى 3 اقسام هي :

مرحلة الدراسات ( الدراسة العملية (التحليل الوظيفي والموقعي والامثلة المشابهة _ والتحليل الرمزي)) … مرحلة تكوين الافكار …. ومرحلة تجسيد تلك الافكار اي التعبير عنها .. (لا تخضع تلك المراحل لعامل التسلسل الزمني فهي تحدث في ذهن المصمم بصورة متزامنة أي قد يقود او يحدد احدهم اتجاه الاخر بالاتجاه التعمق بالتحليل)

نبدا اليوم بالتكلم عن مرحلة الدراسات المعمارية ..
هذه المرحلة مهمة لانها تعطي تميّز لمشكلة عن اخرى او نفس المشكلة لكن بموقع عن موقع اخر او لجهة مستفيدة اخرى
اولا يجب تحديد محاور الدراسة العملية والتي نستمد منها القرارات التصميمية وتختلف حسب متطلبات خصوصية كل مشروع بالارتباط مع طبيعة نوع ذلك المشروع ….

لا تحمل كل محاور الدراسة العملية نفس الوزن بالاهمية بالنسبة للحل (أي الفكرة التصميمية)… لكل ظرف ميزانه الخاص … على ماذا يتم تقييم الحل النهائي أي ما هي معايير التقييم .. هل هي معايير رمزية ام معايير وظيفية ام معايير موقعية ام …. هذا التصور عن وزن كل معيار يجعل التفكير ينحاز الى الموضوعية بالانتقاء لأهمية ذلك المعيار النسبية في التقييم .. ففي النهاية المشروع يجب ان يخضع للتقييم وسيتم التركيز على احد تلك المعايير من قبل من يقيم (سواء كانوا لجنة تقييم لمسابقة او رب العمل أي الزبون او الاساتذة بالنسبة لطلبة المعماري) . وتلعب محددات الجهة المستفيدة دور بتحديد البرنامج العام للمشروع … الفعاليات .. من يقوم بها … التسلسل الزمني للقيام بها (الفعالية تختلف عن الفضاء … يمكن ان يحوي الفضاء اكثر من فعالية .. الفضاء هو الحيز المكاني الذي يحوي الفعاليات … اما الفعالية فهي السلوك البشري داخل ذلك الحيز المكاني) يساعد هذا التحليل على فهم طبيعة الوظيفة تسلسلها، ارتباط الفعاليات بشكل اكثر تفصيلا .

التحليل الوظيفي :
تتضمن طبيعة الفعالية دراسة الفعاليات المكونة للمشروع والتي ممكن تجميعها حسب طبيعتها للوصول الى معرفة فضاءات المشروع مثلا : مشروع نادي ( فعالية قراءة ، فعالية اكل ،فعالية الطبخ ، فعالية خزن بانواعه ، فعالية انتظار ، فعالية ترفيهية ، فعالية جلوس ، فعالية بيع وشراء … ) يمكن تجزئة تلك الفعاليات الى اجزاء اصغر بالنسبة للبحث المتخصص اكثر لكن ما يهمنا في التصميم هي تجميع تلك الفعاليات في فضاءات حاوية لها حسب طبيعة التقارب بين تلك الفعاليات وامكانية جمعها … لتصنيف ونبويب تلك الفعاليات في طريق جمعها في فضاءات يمكن تحليل من يقوم بالفعالية ، متى ، واين ؟

تصنف الفعاليات حسب نوع المستعملين ( مثلا اداريين ، طلبة ، زوار ، كادر ، ..) فيمكن ان يشترك اكثر من نوع من المستعملين بفعالية واحدة بذلك يساعد ذلك التصنيف على تحديد zoning أي التنطيق الفضائي للمشروع . ويساعد ايضا على تحديد خصوصية الفعاليات بالاعتماد على خصوصية من يقوم بها والتي قد تعتمد لتحديد خصوصية الفضاءات المرتبطة بتلك الفعاليات … فينتج لدينا مجاميع من الفضاءات ذات الفعاليات المختلفة لمجموعة محددة من المستعملين .

زمن القيام بالفعاليات .. يساعد هذا التصنيف على معرفة التنطيق الفضائي للفضاءات ذات الفعاليات المرتبطة بتسلسل زمني معين وعزل تلك التي لا ترتبط بذلك التسلسل … بالاعتماد على وقت انجاز الفعالية ، مدة الانجاز ، مدى تكرارها ، بدايتها ، وارتباطها مع وقت انجاز الفعاليات الاخرى ..

وتبنى على اساس ذلك مجموعة استنتاجات (قرارات) عن بعد تلك الفضاءات عن الشريان الاساسي الذي يغذي المشروع اولا وطبيعة النفاذية لتلك الفضاءات وعلاقتها مع الفضاءات الخارجية . يحول كل استنتاج من الاستنتاجات السابقة الى مخططات اولية zoning على الموقع لاستكشاف خصوصية الفضاءات ومتطلباتها على اساس تكرار تنطيقها حسب كل معيار .

التحليل الموقعي :
يتضمن دراسة الموقع معرفة خصائص الموقع ومحدداته بنفس الوقت أي ( ايجابياته وسلبياته ) وبالتالي امكانيات ذلك الموقع والتي تساعد في استثمارها غب التصميم … تتم دراسة الموقع بالاقتران مع طبيعة المشروع ( تاثير الموقع على العناصر التصميمية المهمة في المشروع ) أي يتم استنتاج مجموعة تصورات حول التوجيه الانسب للمبنى ، موقع المداخل ، مواقع الكتل والتسلسل الفضائي ، زوايا النظر الجيدة والرئيسية … الخ

يمكن ان نقسم مجال الدراسة بالموقع الى قسمين :
دراسة العوامل الطبيعية بالموقع ، ودراسة طبيعية
بخصوص العوامل الطبيعية تتضمن تحديد ( الطبيعة المحيطة ) … حركة الشمس ، الرياح ، الحرارة ، نوع وطبيعة التربة ارتفاعاتها ، مصادر المياه الموجودة ( نهر ، بحر .. الخ ) ، طبيعة النباتات الموجودة ( غابة ، بساتين ، ارض صحراوية … الخ ) وطبيعة محددات كل تلك العوامل ( العناصر الموجودة بالموقع ) … حدود الموقع ، الابنية المجاورة الارتفاعات ، الطرق ( السيارات والسابلة وطبيعة الاختناقات ونسب التواجد بساعات مختلفة)، الجسور ، المساحات الفارغة ، اثاث الشارع ، طبيعة استعمالات المجاورات ، الاستعمالات المسموح بها ، مصادر الضوضاء والروائح ، دراسة طبيعة واجهات المجاورات ، اللغات المستخدمة ، الانحدار ، التوجيه ، مواد الانهاء للمجاورات … ( رمزية الموقع ) دراسة تاريخية للموقع او مجاوراته … المفاهيم المستخدمة في الموقع ( طبيعة الفضاء ، الانتقال ، الحجم ، المقياس ، التكرار ، التناسب ، التدرج ، الخ من المتغيرات

تحليل الامثلة المشابهة :
الامثلة السابقة تعطي تصورات عن مشاكل مشابهة وكيفية حلها والنقاط التي ركزت عليها والنقاط التي اغفلتها .. باختصار تعطي نظرة عن سلبيات وايجابيات الحلول السابقة للمشاكل المشابهة
يجب مراعات التشابه بين الامثلة والمشروع أي المشكلة التصميمية بمعنى اما تشابه من ناحية ظروف الموقع او من ناحية حجم المشروع او من ناحية محدداته … الخ من العناصر والمتغيرات التي يمكن ان تكون مشتركة بين المشكلة الحالية والمثال المشابه ويتم تحليله وفق سلبياته وايجابياته بالحل للمشكلة المشابهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.