أعلان الهيدر

الرئيسية تأصيل القيم الحضارية للتخطيط العمراني - المناطق الخضراء

تأصيل القيم الحضارية للتخطيط العمراني - المناطق الخضراء

تأصيل القيم الحضارية للتخطيط العمراني - المناطق الخضراء



تأصيل القيم الحضارية للتخطيط العمراني - المناطق الخضراء


المقدمة


لقد ازدهرت صنعاء التاريخية القديمة كمدينة عربية وإسلامية مميزة فأصبحت منار إشعاع للحضارة اليمنية, يتميز الفن المعماري اصنعاني بالخصوصية والتنوع ، ويحمل في طياته ملامح مميزه تجعله فريدا ، ففي مراحل تطوره تولدت مبادئ راسخة للتكوين الحضري والعمراني للمدينة أعطت مثال رائعاً للتأثير المتبادل بين الإنسان والبيئة المحيطة وفق قواعد وتقاليد موروثة حددت بنظام الحارات التقليدية المميزة بساحاتها ومقاشمها مرتبطة بعلاقات اجتماعية واقتصادية ففيها معايير تصميمه للمساحات الشاغلة للمباني والشوارع والصرحة (الساحة) الحضرية فالمباني غالباً تنفتح وتطل علي المقاشم واليوم وفي الظروف اليمنية المعاصرة يبدو التراجع واضحا في تطبيق القيم الحضارية البيئية والتراثية بعدم الاهتمام بالعلاقة بين المبنى وبيئتة سواء طبيعية أو مصنوعة وخصوصاً في المناطق الجديدة فلحداثة وما يصاحبها من تطور تقني في طرق العيش الحديثة جوانب سلبية القت بظلالها على القيمة التاريخية والحضارية للموروث العمراني الصنعاني والذي يصنف ضمن قائمة التراث العالمي فيجب علينا تأصيل القيم الحضارية في التخطيط العمراني لمدينتنا. حيث يعتبر أسلوب تخطيط مدينة صنعاء القديمة نموذجاً حياًُ للتصميم المستدام الذي يهتم بالعلاقة بين المبنى وبيئتة، فالتصاميم المستدامة ما هي إلا طرق وأساليب استخدمها أجدادنا لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية و البيئية لتسهم في توفير بيئــة عمرانية آمنة ومريحــة.


تخطيط المدينة:






نلاحظ تميز في اختيار موقع المدينة بشكل عام من قبل خبراء راعوا: القرب من الماء والمرعي كما راعوا اعتبارات صحية تتمثل في جودة الهواء فقد ذكر القز ويني مثلاً في حديثة عن طيب جو صنعاء أن " اللحم يبقي بها أسبوع لا يفسد" إلى جانب اختيار موقع مرتفع ممتنع، نرى أن النظام السكني بمكوناته البيئية الحضرية لبى الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية والجمالية لسكان المدينة، فبالرغم من محدودية مساحة المدينة المحصورة داخل السور وجد نظام التوسع الرأسي تعويض عن قلة المساحة حيث تم استغلال الأرض الخصبة والمنخفضة المنسوب لإغراض بيئية اقتصادية جمالية.
إن توجيه المباني العالية وتدرجها واجهاتها على جانبي الطريق وضيق شوارعها وتعرجها في صنعاء القديمة أثرة الواضح في تحقيق نسبة ظل معقولة واندفاع الهواء وتجديده وتقليل تعرض المباني لأشعة الشمس المباشرة كما يحقق مبدءا المقياس الإنساني والنسبة والتناسب حيث يتناسب عرض الشارع مع وسائل الحركة والسير في وقتها إلى جانب تحقيق مبدءا الخصوصية و الجمال.




يتم التشغيل بواسطة Blogger.